المصريون يستعيدون ثورتهم المخطوفة

يمنات
فاجأ الشارع المصري المتابعيين والمراقبين والمحللين؛حتى اخوان قطب انفسهم،من التدفـق الملـيوني الهائل الى الشـوارع والمياديين باعـداد غير مسـبوقة في التاريخ الانساني ، للـتوقيع بحناجرهم واقدامـهم وايديـهم للمطالــبة بانـهاء حكـم المرشــد، واستـعادة ثورتـهم التي اختطفها الاخــوان، فمعظم المصريــين لــم يـعد لديـهم ترف زمني للاستكانة للقمع وتكميم الافـواة مـن جديد..
ولعل السـؤال الابرز في مثل هذه الحالات، لماذا تدفقت هذه الكتل البشرية وبهذا الحجم الفلكي للاستفتاء علي النظام ؟؟ هـل ســدت كل المـنافـذ الاخـرى للتغـيير؟؟
ومــاذا يعني فــشل اخوان مصرلاخوانهم الايديولوجيين في المناطق الاخرى وبالاخص اليمن؟؟؟
المتابع المنصف للشأن المصري يمكنة التاكيد دون ان يتهم بالتحيز او المبالغة، ان الازمة بدات مع محاولة الاخوان استعادة استنساخ النظام الديكتاتوري للمخلوع ولكن هذة المرة برداء اسلاموي، من خلال:-
1- الاعلان الدستوري الذي منح الرئيس صلاحيات مطلقة لم يكن يمتلكها الرئيس المخلوع نفسة، لممارسة الاقصاء والمنع والمصادرة والقتل الرمزي والانتقام الاعمى، لقد تحول كل المختلفين الى اهداف مشروعة للانتقام وهذا ماكانت تروج لة وسائل اعلامهم المختلفة بما فيها القنوات الفضائية.
2- الاستعجال المخطط للسيطرة والاستئثار بمفاصل الدولة حتى اصغر شان فيها، بتمكين الاهل والعشيرة في المواقع القيادية وبدون خبرات تذكر لاخونتها، واقصاء كل المكونات الثورية التي كان لها الفضل الاكبر بالاطاحة بحكم مبارك المافاوي، وبتعبير ادق محاولة استنساخ تجربة الملالي المتعصبين في طهران بتفاصيلها المملة.
3- الدخول في صراعات مفتوحة مع المختلفين ايديولوجيا وسياسيا وحتى مهنيا، ابتداء بالقضاء، والنقابات العمالية والطلابية والحركة النسوية، والمثقفين ورجال الاعمال والصحافة، والاعلام بهدف تسوية الارض لمشروعهم الفاشي، اى ان الجماعة ابتعدت كليا عن اهدف ثورة يناير، وزادت الفجوة اتساعا بين تعهداتهم لشركائهم في الثورة وممارساتهم الاقصائية، والسهرعلي مصالح الاقربين بيولوجيا وايديولوجيا، ورفض التراجع عن الغرور والشطط تحت مبرر التفويض الشعبي والالهي،واثبتوا للمترددين بالملموس انهم لايعترفون بالاخر ولا بانتقال السلطة الى سواهم.
4- الخطوات المتسارعة في تاميم الثورة لخدمة المشروع الاخواني على حساب مصالح الناس وهمومهم، واختطاف البلد وتغيير هويتها المدنية والحضارية، مما عجل بفضح نوايا الحكم السياسية والثقافية…
5- انتشار عصابات التكفير والقتل والسحل باسم رفعة الدين، والمصالح غير المشروعة، وعوضا عن القضاء على سبل التخلف الذي ثار المصريون من اجلها تضاعفت الد يون الخارجية وارتفعت وتيرة الفساد تحت مبرر استعادة الاموال المنهوبة وغيرها من المبررات الواهية التي لا تقنع سواهم، وباختصار شديد اضافت حكومة الاخوان الى الاعباء القديمة اعباء جديدة كالتكفير والتخوين واتهام المعارضين والمنتقدين للحكم الاخواني بالكفر والزندقة والالحاد وازدراء الاديان وتدمير الاسلام وتحولت الجماعة كما قال عنهم جمال البناء شقيق المؤسس الى (ايقونة تعبد نفسها وتدعو المصريين الى عبادتها من دون الله). واثبتت تجربتهم القصيرة انهم غير جديرين ولامؤهلين لحكم مصر، فالاشخاص الهاربين من السجون والصاعدين من المخابي السرية، كل خبرتهم لاتزيد عن ادارة حلقات النميمة والوعظ والشتيمة، كما اثبتت التجربة انهم غير قادرين على مواكبة العصر والحياة المعاصرة، التي تخطتهم بسنيين ضؤئية وتركتهم خلفها ضحايا تخلفهم وجهلهم وعنادهم وقسوتهم…
6- حديثهم المكررعن الدولة العميقة والمقصود هنا وزارات القوة ( الجيش، الأمن، الأستخبارات) كانت تعد نقطة ضعفهم الوحيدة ووفقا للتقارير المتوفرة كانت هناك خطة مكتملة لازاحة العديد من القيادات العسكرية والامنية واستبدالها بعناصر يمكن تسييرها والسيطرة عليها،وهذا مايحاول تداركة والاستفادة منة اخوان اليمن، فالدفع باعداد هائلة من المقربين ايديولوجيا وبيلوجيا الي الالتحاق بوزارتي الدفاع والامن والاستخبارات ،بالأضافة الي الوزارات الاخري التي يتم اخونتها بوتيرة عالية من الان هو الضمان في نظرهم لتمكنهم من الحكم والتحكم،اطول فترة ممكنة تفاديا لتكرار التجربة المصرية، والاقتداء بتجربة حليفهم الاسبق سيىء الصيت والسمعة…..